"قطر ستبقى حرّة" شعار اليوم الوطني 2018
يمزج بين النشيد الوطني وأحد الأبيات الشعرية للمؤسس:
فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا
"قطر ستبقى حرّة" شعار اليوم الوطني 2018
الشعار يعزز أن العمل الصالح يبني الأوطان ويُعلي من شأنها
الشعار يؤكد تمسك الجيل المؤمن بمشروع وطنه المتجذر بإرثه العظيم وسَيْرَه على نهج الأُلى
الشعار ينسجم مع رؤية اللجنة المنظمة لليوم الوطني تعزيزاً للولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية
أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، شعار اليوم الوطني 2018، وهو " فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا " شطر من أبيات المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وكذلك " قطر ستبقى حرّة"، وبذلك يكون شعار اليوم الوطني 2018، قد جمع بين أحد الأبيات الشعرية للمؤسس رحمه الله والنشيد الوطني.
وينطلق شعار اليوم الوطني 2018 من صدر بيت شعري: " فيا طالما قد زينتها أفعالنا " للمؤسس ـ رحمه الله ـ والذي يشير فيه إلى خصلة جوهريّة تحلّى بها الجيل الأول، تقوم عليها الأوطان - وإن اختلفت الأزمنة وتطاولت- وهي حُسن الأفعال، ووافق ذلك ما أشار إليه قول الله تعالى في محكم التنزيل بجلاء: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ".
ويعزز شعار اليوم الوطني أن العمل الصالح هو الذي يبني الأوطان ويُعلي من شأنها، وإن اختلف من عصر إلى آخر، بحسب نمو الاحتياجات وتعاظم متطلبات الأمن القومي، وهو شرط أساسيٌّ من شروط نهضة الأمم ، خاصةً وأن الوطن على مفترق مرحلة حاسمة في تاريخه، كان أول دروسها المستخلصَة هو ضرورة أن يعمل أبناؤه على نحت شخصيّة تعتمد على الذات في العلم والصناعة والزراعة وتنمية سائر مقوّمات نهضة بلادهم التي لا تحتاج إلى العمل فحسب، ولكن إلى إتقانه أيضاً؛ كون حب الأوطان ترجمته الحقة هي حُسن العمل وإجادته.
ويمتد العمل الصالح إلى تحقيق العدل، والإخلاص، ونبذ التعصب، ومحاربة الفساد، وكلّها عناصرُ العروة الوثقى، وهي الكرامة الإنسانيّة، وهو المعنى العميق الرابض في صدر البيت الذي أشار اليه المؤسس، رحمه الله : "فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا".
وفي هذا الإطار، يؤدّي العمل الصّالح في زمن المحن والأزمات إلى التّحلّي بخصلة المدافعة التي يشير إليها القرآن الكريم دون مواربة، كما ورد في قوله تعالي : " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ، وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".
وعليه، فإن النصر مرهون بالمدافعة، حيث يقوم على الإيمان الراسخ بضرورة صون الوطن وحفظ سيادته وإعداد قوته السياسية والعسكرية والعلمية والاقتصادية والثقافية التي تمكّن من التصدّي لكل طاغية وباغٍ تُحدِّثه نفسُه بالاعتداء على سيادته ومقدّراته، وكذلك بضرورة الذود عنه والتضحية بالمال والنفس لتبقى رايته عالية خفاقة، وبهذا تُصان الأوطان وتُحفظ كرامتها.
ويأتي شعار اليوم الوطني 2018، تأكيداً على تمسك الجيل المؤمن بمشروع وطنه، والمتجذر بإرثه العظيم، وسَيْرَه على نهج الأُلى، متوخياً جادتهم وطريقهم، ومن ورائه الجيل القادم من الأبناء وجيل الأحفاد، وذلك بأفعال تزيّن دولة قطر. وفي ذلك استجابة للتحديات لتبقى قطر حرّة ما دامت قلوب أهلها من مواطنين ومقيمين تنبض عِزةً وكرامةً.
ويعكس شعار اليوم الوطني 2018 أن كلُّ جيل في دولة قطر واجه تحدّياته بفضل خصلتين، أولاهما الفِعال الحِسان التي شيّدت الدولة، وثانيتهما المدافعة الاستثنائية التي حفظت ترابها وحمت سيادتها منذ انطلاقة تأسيسها وحتى تسليم أمانتها إلى الأجيال المتعاقبة.
وفي هذا الإطار، فإن التحديات تُعد هي سرّ نهضة الأمم، ولولاها لما وُجدت الحضارات ولما استمرّت دورتها، وليست قطر وشعبها استثناءً ولا بدعاً في هذه الحقيقة على مرِّ تاريخها المشرف، خاصة وأن التحديات - عادة- تختبر صلابة الأمم وقدرتها الكامنة على مواجهتها وتجتهد عندها في إبداع ما يلبّي حاجياتها، غير أن الفارق الوحيد بين صمود الأمم وتقدّمها أو بين عجزها وتأخّرها هو في مدى توفّر الاستجابات التي تتجاوز ردّ الفعل السّطحي لتحقّق المناعة والعزّة.
وينسجم شعار اليوم الوطني 2018، مع رؤية اللجنة المنظمة لليوم الوطني، والمتمثلة في تعزيز الولاء والتكاتف والوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية لدولة قطر، وتأكيداً على قيم اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني، والتي تتضمن المشاركة والإلهام والإبداع والشفافية.
ويعزز الشعار تطلعات اليوم الوطني تجاه التأثير الممتد وليست الإثارة المؤقته، وإبراز رموز وطنية، والتأثير على أفراد المجتمع من خلال التركيز على إبراز مبادئهم وقيمهم وعلى رأسهم المؤسس الشيخ جاسم رحمه الله، وإبراز قيم المجتمع القطري النابعة من القيم الأصيلة لهذا المجتمع منذ تأسيس كيانه، وتعريف الجيل الناشئ معاني الولاء والتكاتف والوحدة وغرسها في نفوسهم من خلال فعاليات محددة، والتعريف بالتراث والتاريخ القطري، وعدم اختزال حقبة من التاريخ في يوم من الاحتفالات، والتركيز على الفعاليات التي لها أصل في تاريخنا وترتبط ارتباطاً مباشر بهويتنا وتقاليدنا المميزة، وربط الماضي ومواقفه الوطنية التي تعكس قيم الولاء والتكاتف والوحدة بمواقف معاصرة تعكس القيم ذاتها، وتجسيد المفاهيم والقيم الوطنية وتفعيلها على أرض الواقع من خلال فعاليات محددة، وتفاعل ومشاركة أكبر عدد من المواطنين والمقيمين في اليوم الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن احتفالات اليوم الوطني 2017م، انطلقت تحت شعار "أبشروا بالعز والخير"، مستمداً إياه من أقوال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.