ليلة الأغنية القطرية.. طموح وترقب
حالة من الترقب والانتظار المقترن بالعمل الدؤوب تسيطر على الأوساط الموسيقية استعدادًا لانطلاق «ليلة الأغنية القطرية» في نسختها الثانية في العاشر من أكتوبر المقبل، فيما يسعى جميع العاملين بهذه النسخة لإخراجها في أفضل صورة وتأكيد تطورها عن العام الماضي. ولأن المقارنة بين نسختي الاحتفالية لا يمكنها أن تكتمل إلا بعد انتهاء النسخة المنتظرة، وبتقصي آراء بعض الفنانين حول نسخة العام الماضي، مع رصد تطلعاتهم إزاء النسخة المرتقبة، وفي هذا السياق رأى عددٌ من الفنانين أن الاحتفالية تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، فضلاً عن كون الفعالية ستساهم في صنع جيل جديد من المواهب الفنية المسرحية واكتشاف مواهب شابة سواء في الغناء أو التأليف أو التلحين، بحيث يقفون صفًا ثانيًا في بناء صرح الحركة الموسيقية القطرية، ويحملون رايتها ويكملون مشوارها، وفي الوقت الذي تمنى خلاله الفنانون أن يقوم أعضاء اللجان العاملة في المهرجان بكل جهدهم لتلافي أي أخطاء من الممكن أن تكون تعرضت لها النسخة السابقة، من أجل أن يخرج المهرجان في أبهى صوره، أجمعوا على أن الاحتفالية تهدف إلى تفعيل وتطوير المشهد الغنائي من خلال تقديم أغنيات تتعدد فيها الرؤى الموسيقية والمعالجات الإبداعية، خاصة أن الفعالية التي بدأت نسختها الأولى العام الماضي سرعان ما زاد زخمها وشعر الجميع بأهميتها في صنع حراك موسيقي واسع
من جانبه أكّد الفنان منصور المهندي أنّ الساحة الغنائية في احتياج لإقامة مثل هذه الاحتفالات والمهرجانات الكبرى، نظرًا لكون المشاركة فيها تعد طموحًا لكل فنان، مشددًا على أن هذه الاحتفالات من شأنها زيادة الإقبال على خوض غمار الوسط الغنائي المحلي من قبل الفنانين الشباب في ظل شح الأصوات الواعدة، ولفت إلى أن نجاح النسخة الأولى من الاحتفالية تجلى بوضوح عند إفرازها عددًا من المواهب الشابة للساحة الغنائية المحلية، وفي هذا السياق وجّه المهندي شكره إلى وزارة الثقافة والرياضة لدعمها الفن والفنانين في مختلف المجالات معربًا عن سعادته بالزخم التي ستشهده النسخة المقبلة من حيث ضخ المزيد من الكوادر الإبداعية والمواهب الجديدة ما سيساهم في إنعاش الساحة الغنائية في قطر.
بدوره أكّد الفنان ناصر سهيم قدرة ذلك النوع من الاحتفاليات على تسليط الضوء على الفنان القطري، مشيرًا إلى أن أهمية مثل هذه الفعاليات الفنية تكمن في قدرتها على دعم الفن والمبدعين القطريين، وفي سياق تقييمه للنسخة الماضية أوضح أنها أفرزت العديد من الأصوات الشابة الواعدة، ما جعلها تتسم بكونها تجربة ناجحة، إذا تم تلافي بعض السلبيات في نسختها الثانية، وأضاف: هذا ما يمكن ملاحظته إذا ما نظرنا إلى زيادة عدد الفنانين القطريين في النسخة المنتظرة، وطالب سهيم بضرورة تقديم المزيد من الدعم للفنانين الواعدين والعمل على تشجيعهم للمضي قدمًا في هذا المجال، مع ضرورة الإمساك بأيديهم وتوجيههم نحو المسار الصحيح، كما اقترح أن يتم إسناد مهمة تقديم بعض الأغاني القطرية القديمة للفنانين الشباب وهي التي من شأنها إكسابهم الخبرة، فضلًا عن قدرتها على منحهم الثقة بالنفس عند الوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور والذي يحب بدوره تلك النوعية من الأغاني.
فيما رأى الفنان أحمد عبدالرحيم أن هناك عددًا من السلبيات عابت النسخة الأولى من هذه الاحتفالية إلا أن قيام الوزارة بوضع منهجية تقضي بمعالجة تلك السلبيات خلال النسخة المنتظرة يعد أمرًا جيدًا، منوهًا إلى أن إحدى هذه السلبيات تمثلت في عدم الاعتماد بالصورة الكافية على الأصوات الجديدة، وهو ما تم تلافيه بزيادة تلك الأصوات خلال هذا العام، كما عبر عن طموحه في اكتشاف العديد من المواهب في ظل شح الوجوه الشابة وعزوفهم عن المشاركة في إبداع الأعمال الفنية، وأعرب عن سعادته بكون هذه الليلة تحمل طابعًا قطريًا من ناحية الإيقاعات والأصوات والألحان.
الفنان حسن حامد ثمّن الاهتمام بالأغنية القطرية بعد الغياب الطويل عن دعمها ومساندتها في الارتقاء، وهو ما من شأنه الإسهام في انتعاش الأغنية القطرية، مشيرًا إلى أن النسخة الماضية من هذه الاحتفالية كانت تجربة فريدة بجمعها أهم صناع الأغنية القطرية، ولكنه عاب على النسخة الأولى أنها لم تنصف جميع الفنانين وهو الأمر الذي تم تداركه في النسخة المنتظرة، حيث تم زيادة عدد الفنانين بالاحتفالية وزيادة زمنها إلى ليلتين، أما بخصوص مخرجات النسخة الأولى فرأى أنها كشفت عن العديد من المواهب الشابة ما سمح بتقديمهم للساحة الغنائية المحلية، وساق في ذلك الأمر العديد من الأمثلة أبرزهم، ناصر الكبيسي والعازفة هالة العمادي وغيرهما، واقترح حامد إقامة مهرجان للأغنية القطرية وزيادة عدد أيام الاحتفالية لأكثر من 4 أيام، كما شدد على ضرورة إعطاء المزيد من الفرص للمواهب القطرية الشابة مع إشراك المواهب من الفنانين المقيمين، مشددًا على أهمية متابعة الفنان الشاب بعد انتهاء هذه الاحتفالية وتقييم أعماله خلال السنة، مؤكدًا أن الأغنية عبارة عن رسالة للمجتمع ويجب أن تكون هادفة بعيدًا عن الإسفاف، خاصة أن الدور الحقيقي للفنان يتمثل في مشاركته ببناء المجتمع من خلال ثقافته وفنه.
من جانبه طالب الفنان علي الراشد بضرورة دعم المواهب الشابة من خلال الجهات المنوطة بالشأن الفني والموسيقي في الدولة، وبدوره أكّد حرصه الدائم على تقديم الدعم للفنانين الواعدين عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الدور الذي يجب أن تتصدى له الجهات الرسمية، إلى جانب تقديم الدعم لكل الفنانين، وفي هذا السياق أعرب الراشد عن أسفه لعدم اختياره من أجل المشاركة في النسختين الأولى والثانية من احتفالية ليلة الأغنية القطرية، مؤكدًا أن المشاركة في تلك الاحتفاليات المحلية أمر يتطلع له الفنان القطري الذي يطمح لتقديم ما يمتلكه من موهبة لوطنه ومجتمعه، ويرغب دائمًا في مشاركة زملائه من أصحاب الإبداع في مجال الأغنية القطرية