الشاعر السعودي الكبير "ناصر القحطاني " :
"صوت الخليج"  تواكب الإعلام الجديد وتقدم عطاءً متميزاً

استضافت إذاعة "صوت الخليج " الشاعر السعودي الكبير "ناصر القحطاني" الذي حلّ ضيفاً يوم الخميس الماضي على برنامج "سهرة خاصة" في حلقةٍ مميزة كانت  من إعداد وتقديم الإعلامي والشاعر "عادل عبد الله".//
تخلل الزيارة تسجيل الشاعر "ناصر القحطاني" لعدد من قصائده الخاصة لـ "صوت الخليج" لتنضم إلى مجموع ما تملكه مكتبة الإذاعة من إبداعات أهم الأسماء الشعرية في الخليج والوطن العربي .//   
وكان للموقع الرسمي لإذاعة "صوت الخليج" هذا اللقاء مع الشاعر "ناصر القحطاني".///

** أهلا بك في قطر وفي صوت الخليج ، وفي البداية كيف كان انطباعك عن قطر هذه المرة خصوصا أن هذه الزيارة تأتي قبيل انطلاق كأس العالم 2022 ؟؟ 
** قطر قريبة مني وأنا قريب منها  وأزور قطر باستمرار ، واليوم نشعر بفخر كبير باستضافة قطر لبطولة كأس العالم  فهي تعني لنا كلنا  ، قطر تقدم فخرا لكل العرب ، وهذه مشاعرنا ، نبارك لقطر هذا الحدث العالمي الكبير والتظاهرة الكبيرة وسنفرح سوياً بنجاح البطولة  إن شاء الله .//
** ما أن يذكر اسم الشاعر "ناصر القحطاني" حتى تسيطر قصيدة "الذاهبة "على أذهاننا وتحمل لك تحية من سيدات كثر عنها وعن قصيدة "النساء " و"سالفة عمري" ، كيف تشعر حيال ذلك ، ففي الماضي لا شك أنها قدمت لك الكثير ، واليوم أنت تملك ثقلا أدبيا وثقافيا أكبر بكثير من عصر الذاهبة ، بصراحة  هل تفخر اليوم بالذاهبة أم أنك تشعر بالغيرة منها ؟
أولاً كل الشكر والتقدير والاحترام لهن ، فهن أخوات عزيزات وكل ما نقدمه للعنصر النسائي من سيدات مجتمعنا وفتياتنا هو من ضمن رسالة الشاعر الحقيقي المهمة ، كما أن إنصاف مشاعرنا اتجاههن يعني لنا الكثير، فكل هذه القصائد ضمن هذا  السياق ، وفيما يخص "الذاهبة " فكل قصائدي تعني لي وأتعامل معها بجدية كاملة وتامة و لا استسهل كتابتها ،  ويحضرني عند كتابة القصيدة ثلاثة أشياء مهمة ، أولا ً الجمهور الذي يتطلع للمنتج الذي ستقدمه وثانياً الشعر و ما تتطلبه رسالة الشعر ، وأيضا اسمك الذي تبنيه و تحترمه ،وكل هذا كفيل بتقديم عمل راض عنه تماما ، بعد كل هذا قد تقدم لك القصيدة الكثير وقد تقدم لك الأقل ، و لكن "الذاهبة" لم أكن أتوقع الكثير منها ،  لم أكن أطمح سوى إلى نيل الإعجاب ، وقد تتحول بعض القصائد إلى محطات مهمة في حياة الشاعر ،و قد تكون "الذاهبة" إحداها و كل القصائد التي ذكرتيها قبل قليل ، و لكن الأقرب الى قلبي  هي التي تحمل لي الإنجاز  .//
**هل حان الوقت لنعرف الرواية الحقيقية لهذه القصيدة فهناك عدد من الروايات حول بطلة القصيدة ؟؟؟؟
الشاعر لا يحب ذكر خلفيات القصيدة ، فعلى الشاعر أن يقدم المنتج والتأكد من أنها لامست القلوب وأنها قدمت جانب من المتعة ولست وحدي فكل الشعراء هم يعملون على القصيدة ويتركونها للجمهور ، وما خلفها يبقى للشاعر ، والخوض فيه لا يقدم ولا يؤخر .///
**قبل أن نغلق ملف "الذاهبة "، هل تستطيع المحن والابتلاءات  أن تحاصر الشاعر وتجبره على تسخير إمكاناته وأدواته لخدمة  ما يشعر به لزمن طويل أم أن التأثير هو وقتي ؟ وهل تؤيد قولبة الشاعر لنفسه أم تدعوه لفك هذه القيود ؟
لا شك أن المعاناة جزء كبير من وقود الشاعر فكل ما زادت المتاعب والضغوط على الشاعر كل ما أدخلته في تحدٍ لتفريغ هذا المخزون ، بالتالي لا شك أن المعاناة عنصر إيجابي .///
** القصيدة المغناة هل تخدم الشاعر اليوم أكثر من غيرها؟؟؟ وهل هناك تعاونات مع مطربين في الفترة القادمة لتقديم أعمال غنائية  ؟؟؟
لا شك أن الأغنية هي قناة موصلة لأعمال الشاعر أسوة بالقنوات أخرى ، لكن الأغنية قد تكون سريعة ومطلة على جمهور آخر مختلف عن جمهور الشاعر أو جمهور الأمسيات أو جمهور المنصات الشعرية ، ولدي أعمال كثيرة تم غناؤها في السابق بأصوات عدد من الفنانين العرب ، وهناك أعمال جديدة  قادمة .//
** أشرفت على عدد من المسابقات الشعرية  وترأست عددا من لجان التحكيم ، ما هو رأيك بالمستوى الذي تقدمه المسابقات الشعرية اليوم ؟
المسابقات الشعرية لا تصنع شاعراً بل تلقي ضوءًا  وتدعم موهبة ، لكن على الشاعر المشارك أن يستند أساسا على موهبته ، ويجب عليه أن يتقدم بعدما يكون قد قطع شوطا كبيرا في مسيرته الشعرية ،  ففي الفترة الأخيرة لم يعد المشاركون من الهواة بل هم محترفون ومخضرمون أيضاً.//

** حضرتك من الشعراء الذين واكبوا الإعلام  الجديد ، وتملك عدداً من  الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي ويتابعك آلاف المعجبين ، كيف ترى دور وأهمية وسائل التواصل في دعم الشاعر ؟؟؟
كل زمن وله أدواته وكل أداة خدمت الشعر بشكل مختلف ، والآن وسائل التواصل فعلت الكثير لتوصيل الشعر بشكل سريع وساهمت في إيجاد التنافس السريع ، وتسهيل اللقاء بالمتلقي وذائقته ومصافحته ، وأصبح من السهل على الشاعر أن يصل ويؤثر عبر خدمات موجودة في يده ويد المتلقي ،  فلا شك أنها خدمة أكثر فعالية ./// 
** هل مازلت تعول على دور الإعلام التقليدي "الإذاعة والتلفزيون والمجلات" في دعم الشعر والشعراء أم أن هذا العصر انتهى ؟؟
كل زمن وله أدواته وهذه الوسائل انتهت في وقتها ، مع احترامي وتقديري لكل المراحل و كل المنصات التي نعتز بها ، من صحف و مجلات و شبكات عنكبوتية و قنوات فضائية ، و أنا من مؤسسي إحدى أهم القنوات الفضائية الشعرية "الساحة" ، و الآن وصلنا إلى  زمن وسائل التواصل و لا نعلم ما هو قادم، فلكل زمن خصوصيته و لا يلغي أحدهما الآخر، و كل المراحل السابقة نعتز بها و لكنها لا تتماشى مع وقتنا الراهن ، فمثلا "صوت الخليج " تمثل الإعلام التقليدي لكنها تواكب الإعلام الجديد ، تتواصل مع جمهورها عبر منصات التواصل الاجتماعي ما يجعل من هذه الوسائل أذرعة مساندة ، و هذا هو الطريق الصحيح.//

** الوطن حاضر بقوة في أعمالك الإبداعية  وفي الكثير من الأحيان تتعداه الى الوطن العربي الأكبر وقضاياه وهمومه ، حدثنا عن هذا الحضور ؟؟؟؟
في النهاية أنا هذا الانسان العربي الذي يعنيه  وطنه الصغير  ويهمه وطنه العربي الكبير ، فكل الأحداث التي تحيط بك تؤثر بك ،  قد تسعدك وقد تؤلمك ، فألم  الأخ في هذا البلد المجاور والأخت في البلد الآخر ، لا شك أنه ألم لي ، وبالتالي يتحرك الشاعرُ للتعبير عن حزنه ، وفي الفرح أيضاً ، فمثلا اليوم نعيش فرحة كأس العالم في قطر  نشعر بها وسيكون لنا قصيدة بهذه المناسبة .//

** ما الذي ينقص الساحة الشعرية اليوم ؟
منصة قوية لإيجاد ميدان تنافسي كبير خارج نطاق المسابقات الشعرية ، فالمسابقات مغرية للشاعر المستجد بينما الشعراء الكبار لا بد من ميدان تنافسي يضمهم ، فمثلا في الجاهلية كان هناك سوق عكاظ كميدان تنافسي يجمع فطاحلة الشعر و يشحذون هممهم على مدى عام كامل، وفي وقت من الأوقات كان لدينا مجلات كانت تقوم بهذا الدور وكان كل الشعراء يتجهون لها ، و الآن نحن نعيش حالة من التشتت و الفوضى لا نعرف من الأميز ولا نعلم كيف يجب أن نلاحق الشاعر في منصات التواصل ، فهي وعلى تنوعها خاصة بكل شاعر و لكن أين الميدان الذي يجمع الجميع كأن يكون مثلاً مهرجاناً سنوياً و برنامجاً ضخما.////
** ما هو رأيك بالتنافس المحموم هذه الأيام بين الرواية والقصيدة حول من منهما سيتصدر المشهد الثقافي في الخليج الوطن العربي ؟؟
لا تستطيع إحداهما أن تلغي الأخرى،  فكلتاهما لديها محبوها و روادها ، و كلتاهما قابل للديمومة ، و طالما هناك عطاء و هناك أيضا استقبال لهذا العطاء من المتلقي بشغف فأكيد أن كل منهم سيبقى و لا مجال لتصدر إحداهما المشهد الثقافي ،  فهناك عشاق للرواية و يتلقفون النتاج أولا بأول ، وكذلك الشعر لديه محبوه و متذوقوه .//
**من يعجبك من شعراء الجيل الحالي وبمن تأثرت  في البدايات ؟
في البدايات تأثرت بعدد كبير من الشعراء ، كانت عيني على نتاجهم في الصحف أو أستمع لإبداعاتهم في الإذاعات أو التلفزيون ، ولم يكن هناك شخص محدد و لكن كل قصيدة معبرة كانت تؤثر بي ، و هذا شكّل لي شخصية شعرية شمولية بشكل أكبر ، بالإضافة لمجلس والدي الذي كان يعتبر صالونا ثقافيا بحد ذاته ، فكل من كنت أستمع اليه في بداية نشأتي الشعرية  أسهم في تشكيلي الشعري و ترك في ذهني أثرا ، بالنسبة للجيل الحالي هناك أسماء متنوعة  و نتاجات شعرية كثيرة و لكن لدي ملاحظة ، و هي الاستعجال في الظهور ، فمن لديه موهبة يجب عليه التأني في الحضور ، و ألا يقنع نفسه بأنه وصل إلى مبتغاه فهذا سيجعله يتوقف، و ليس هناك اسم بعينه لكن هناك نتاجاً جميلاً و مبشراً بأن هناك من بإمكانه أن يقود الحركة الشعرية في المستقبل إلى آفاق أجمل .//
** كلمة لمحبيك من مستمعي صوت الخليج ؟؟؟
أنا أشكر صوت الخليج لإتاحة هذه الفرصة ، وسعيد للقائكم ولقاء الجمهور من خلال صوت الخليج ، وإن شاء الله سنقدم من خلال "صوت الخليج" ما يوازي ما قدمت هذه الإذاعة المتميزة من عطاء .///