جمع أول «10» آلاف مفردة
انتهت المؤسسة العامة للحي الثقافي ـ كتارا من جمع أول عشرة آلاف مفردة من معجم قطر الثقافي، والذي بدأت العمل في مرحلته الأولى في وقت سابق.
ويعد مشروع المعجم الثقافي الموسوعي لدولة قطر، أحد أهم مشروعات المؤسسة العامة للحي الثقافي والذي يتوافق مع رؤية قطر 2030، من خلال تحقيق عدد من الأهداف اللغوية والتاريخية والجغرافية والمحلية في دولة قطر، والإسهام في التعريف بتراث الدولة الحضاري وخصوصياتها الثقافية الأصيلة، وذلك في موسوعة ثنائية اللغة مرتبة أبجديا، تشمل معلومات لغوية متعددة، كبيان الأصل اللغوي، والتطور اللهجي المحلي لهذا الأصل، مزودة بكتابة صوتية حسب النطق المحلي.
وينطلق هذا المشروع، الذي يعمل فيه ويشرف عليه نخبة من الكوادر الوطنية المتميزة في عدد من التخصصات المختلفة، من فكرة جمع استقصائي لأسماء الأماكن والمواقع القطرية، من مدن وقرى وأخوار وقلاع وآبار، وجمع لمفردات الحياة اليومية قديما وحديثا من اللهجة القطرية، مثل مفردات الحكي المتوارث، ومفردات البحر كالغوص والسفن والأسماك، ومفردات البر كالطيور والنباتات والأشجار، وكذلك مفردات المهن والأطعمة والأدوات، وترتيبها ترتيبا أبجديا، ودراستها دراسة أكاديمية مختصة ببيان أصولها اللغوية والتطور اللهجي لهذه الأصول، والبحث عنها من مظانها التراثية في الكتب القديمة الممتدة منذ 500 عام.
وقال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي ـ كتارا، إن مشروع معجم قطر الثقافي يهدف أولا إلى حماية اللهجة القطرية بمفرداتها القديمة للأجيال القادمة، والحفاظ على المخزون القيمي للهجة القطرية، التي تحمل مجموع القيم والعادات السائدة لدى المجتمع، إذ أن ترقية اللهجة العامية ليست متنافية مع الحفاظ على اللغة العربية الفصحى الأم لهذه اللهجة.
ويتضمن معجم قطر الثقافي معلومات لغوية توضح الأصل اللغوي والتطور في اللهجة المحلية لهذا الأصل، كما يشتمل على الصور والرسوم البيانية والفهارس والملحقات المكملة. وتهدف المؤسسة العامة للحي الثقافي ـ كتارا من خلال مشروع معجم قطر الثقافي وما يرتبط به من بحث ودراسة الى:
- تنمية الوعي الوطني بأهمية التراث الثقافي من خلال إرساء ثقافة متكاملة تربط كل معلم ومفردة قطرية بدلالاتها اللغوية والتراثية والثقافية.
- ربط جميع المعالم والمسميات القطرية بأصولها اللغوية الفصيحة وأبعادها اللهجية والثقافية.
- إتاحة رصيد ثقافي علمي يبرز أصالة وجذور المفردات القطرية وذلك بالغوص على أصول المسميات في المعاجم اللغوية القديمة ومصادر كتب التراث القديمة منذ 500 عام.
- تدوين اللهجة كتراث وطني شاهد على خصوصية المجتمع الثقافية الحضارية.
- دراسة مختلف الظواهر اللغوية للنظام اللهجي القطري.
- تأصيل هذه اللهجة بربطها بجذورها العربية الممتدة عبر العصور القديمة.
- تتبع الروافد الأخرى غير العربية التي غذت هذه اللهجة برصيد معجمي أثراها بوساطة التواصل الذي ربط المجتمع القطري بالشعوب الأخرى في محيطه الجغرافي عبر الروابط التجارية وغيرها من صنوف الاحتكاك، والتعرف على مستوى التأثير لكل رافد لغوي.
ويشتمل المعجم على التأصيل اللغوي الفصيح لأسماء الأماكن والمواقع والمفردات المستخدمة جميعها في المجتمع القطري من خلال الرجوع إلى أصل الكلمة في كتب فقه اللغة والمعاجم العربية القديمة والشعر العربي ومعجم البلدان والأماكن القديمة، وكذلك التحقيق اللهجي للنطق المحلي لأسماء الأماكن والمواقع، وتتبع التطور الذي طرأ على الأصل الفصيح، والتتبع الحضاري الثقافي للهجة القطرية الأصيلة.