قائد فريق تصميم استاد لوسيل: الصرح المونديالي يجسد الإبداع الهندسي في عالم المنشآت الرياضية
أعرب المهندس المعماري لوك فوكس، قائد الفريق الذي صمم استاد لوسيل، أحد الاستادات الثمانية لكأس العالم FIFA قطر 2022™، عن فخره بالمشاركة في تصميم الاستاد، الذي يستضيف المباراة النهائية للمونديال في 18 ديسمبر المقبل، والتي يتوقع أن يتابعها عبر الشاشات أكثر من 5 مليارات مشاهد في أنحاء العالم.
وقال فوكس، كبير المصممين في شركة فوستر آند بارتنرز(link is external) البريطانية، التي تولت مهمة تصميم الاستاد، إن الصرح المونديالي يجسّد الإبداع الهندسي في عالم المنشآت الرياضية، وتوقع أن يشهد أجواء احتفالية تغمر اللاعبين والمشجعين بالكثير من مشاعر التشويق والإثارة، خلال النسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط.
واستعرض فوكس، في حوار لموقع (Qatar2022.qa)، رحلة تصميم الأيقونة المعمارية، في ضوء مشاركته في المشروع منذ المراحل الأولى لوضع التصوّر المبدئي للتصميم، وكيف سيوفر الاستاد، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 80 ألف مقعد، تجربة استثنائية خلال البطولة، ودوره كوجهة لخدمة أفراد المجتمع بعد صافرة نهاية مونديال قطر 2022.
وقال فوكس إن الشركة تلقت دعوة في العام 2009 للمشاركة في مسابقة لابتكار تصميم لأحد الاستادات التي ستستضيف منافسات كأس العالم 2022 في قطر، وذلك خلال مرحلة إعداد ملف قطر لاستضافة الحدث العالمي، وأضاف: "قدمنا تصميماً مميزاً شكّل المحور الأساسي للتصميم الفائز الذي أعلن عنه بعد عام واحد. وبعد فوز قطر بحق تنظيم البطولة، شاركنا في مسابقة ثانية في عام 2013 لإعادة تصميم الاستاد، بالتعاون مع شركتي "آروب" البريطانية، و "بوبیولوس" الأمريكية، لتقديم التصميم الهندسي لصحن الاستاد. ويعكس الصرح المونديالي حالياً التصوّر الذي قدمناه في ذلك الوقت."
وحول عملية التصميم والأهداف التي سعى فريق العمل إلى تحقيقها، أشار فوكس إلى أن مهمة الفريق تمثلت في وضع تصميم لمنشأة رياضية متطورة تضم أحدث المرافق التي من شأنها توفير تجربة فريدة للجميع، باعتبار استاد لوسيل من أهم استادات كأس العالم قطر 2022، وقال: "أردنا خلق أجواء خاصة مفعمة بالحماس تربط بين اللاعبين على أرضية الملعب والمشجعين في المدرجات، وهو ما شكل نقطة البداية التي ارتكزنا عليها في مشروعنا."
وأضاف: "سعينا إلى إبداع تصميم متفرد وبسيط يتلاءم مع طبيعة الطقس في دولة قطر، وشكلت مبادئ التصميم المستدام جانباً أساسياً من المشروع، حيث كان هدفنا الحصول على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة "جي ساس" من فئة الخمس نجوم، وذلك من خلال مراعاة جوانب الاستدامة في كافة مراحل المشروع."
وأكد فوكس أن الجانب الأكثر تشويقاً في المشروع تمثل في وضع تصميم للاستاد الذي سيشهد نهائي كأس العالم 2022، وسيصبح محط أنظار العالم، ما ألقى على عاتق فريق العمل مسؤولية كبيرة لإبداع تصميم فريد من نوعه، والعمل بكل جد وحماس، بهدف الوصول إلى لحظة مشاهدة الاستاد يمتلئ بالجمهور ويضج بهتافات وأهازيج المشجعين."
وتطرّق فوكس إلى التحديات التي واجهت فريق العمل خلال المشروع، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر تمثل في تصميم استاد يستضيف الحدث الرياضي الأضخم والأكثر أهمية في العالم، ويتناسب في الوقت ذاته مع البيئة المحلية في البلاد، حيث عمل الفريق مع المهندسين عن كثب لتصميم واختبار الاستاد للعمل على مدار العام مع الحد من استهلاك الطاقة.
وتابع: "نجحنا في تصميم أيقونة معمارية بواجهة هندسية متميزة مع فتحات صغيرة مثلثة الشكل، ويعلو واجهة الاستاد سقفاً استخدمت في تشييده مادة متطورة تسمح بدخول الضوء إلى أرضية الاستاد، كما توفر الظل في المدرجات، مما يسهم في تقليل استهلاك الطاقة، مع إتاحة التهوية الطبيعية في الطبقات العليا من مدرجات المشجعين."
وعن مزايا التصميم قال فوكس إن استاد لوسيل يتصف بتصميم هندسي أنيق، مؤكداً أن المدرجات وأرضية الملعب ستحظى بإعجاب المشجعين واللاعبين على حد سواء. وأضاف: "يجسّد الاستاد الجديد إرث مونديال قطر 2022. ويعتبر السقف، الذي يبلغ قطره 307 أمتار، واحداً من أكبر أسطح الاستادات تميزاً في العالم، ويضفي على الاستاد طابعاً فريداً، كما يراعي الحفاظ على للبيئة، حيث يعمل كمظلة تغطي الاستاد بأكمله، وتسمح بدخول القدر الكافي من الضوء لنمو العشب في أرضية الملعب، مع توفير الظل في أنحاء الاستاد لتقليل الحاجة إلى تقنية التبريد.