القطاع الثقافي يُعزز حضوره محليًا وإقليميًا
استطاع القطاع الفني والثقافي في قطر تعزيز حضوره على المستويين المحلي والإقليمي خلال عام 2020، حيث نجحت المؤسسات الثقافية في تجاوز تداعيات جائحة كورونا، والتي أدت إلى توقيف جميع الأنشطة على نطاق عالمي، واستطاعت استثمار التقنيات الرقمية في المحافظة على استمرارية الحراك الثقافي، عبر العديد من المُبادرات والجوائز التي تم تنظيمها «عن بُعد» استهدفت المُثقف القطري والعربي، هذا بالإضافة إلى الفعاليات التي شملت جميع المجالات الثقافية والفنية.. ومن خلال هذا التقرير ترصد الراية أهم إنجازات القطاع الثقافي في قطر خلال عام 2020.
متاحف قطر
أطلقت متاحف قطر خلال عام 2020 العديد من المُبادرات والبرامج الثقافية إلى جانب المعارض الفنية أبرزها معرض «استوديوهات بيكاسو»، ومعرض «عين الصقر.. في ذكرى الشيخ سعود آل ثاني»، ومعرض «روائع الشرق القديم.. تحف أثرية من مجموعة الصباح»، ومعرض أوغيت الخوري كالان: «وجوه وأماكن»، ومعرض يطو برادة: «حصلنا على السكاكر من أمي المثقفة جدًا»، ومعرض «تجربة إلى الأمام.. الفن والثقافة في الدوحة من 1960 إلى 2020»، بالإضافة إلى معرض «حقائق مُغلقة»، للفنانة التشكيلية العالمية سابرينا بوبين، و»لمحة من الطبيعة» الذي يعرض أعمالًا لكوكبة من فناني برنامج الإقامة الفنية في مطافئ.. مقر الفنانين. بالإضافة إلى إطلاق مُبادرة الفن العام «جداري آرت»، حيث ساهم 16 فنانًا محليًا في إحياء جدران مُخصصة في جميع أنحاء المدينة، في إطار حملة متاحف قطر المُستمرة لتنشيط المناطق الحضرية المُشتركة في الدوحة، كما استضافت برنامج «فنك»، وهي مُبادرة مُخصّصة للفن العام، لمدة شهر، وتعتبر بوّابة لأعضاء برنامج «بطاقتك إلى الثقافة» لاستكشاف أعمال الفن العام في قطر من خلال الجولات والمُحاضرات وورش العمل، كما أطلقت حملة لحماية أعمال الفن العام المُنتشرة في جميع أنحاء دولة قطر من التخريب، وتشجيع أفراد المجتمع على الاعتزاز بالفن العام، والحفاظ عليه، وتم انتهاء أعمال ترميم وتدعيم وصيانة أربعة مبانٍ تاريخية في مُختلف أنحاء قطر شملت مسجد النعمان بمنطقة النعمان في الشمال، ومسجدي الشهواني والعامري بمنطقة الجميلية، بالإضافة إلى قلعة الثغب الصحراوية الأثرية في الساحل الشمالي للدولة. كما نظّمت متاحف قطر في يناير الماضي «الحفل الموسيقي الافتتاحي للعام الثقافي قطر – فرنسا 2020» بدار الأوبرا في الحي الثقافي، وتزامنًا مع الذكرى السنوية الأولى لافتتاح متحف قطر الوطني، صدر في يوليو الماضي كتاب جديد يحمل عنوان «متحف قطر الوطني»، يُشكّل دعوة استثنائية للابتعاد عن شاشات الكمبيوتر والهاتف، والغوص بين أركان المُتحف عبر نصوص جزيلة وصور فريدة تمتّع العين في إصدار يُدلل حواس قرّائه. وأطلقت متاحف قطر سلسلة معارض افتراضية تعتمد على مشاركات الجمهور، حيث تمّت استضافة معرضين على منصة جوجل للفنون والثقافة، التي تتميز بعرض مُحتوى من أكثر من 2000 متحف ومركز أرشيفي عالمي، كما استلمت متاحف قطر في يوليو 2020 ستارة باب الكعبة المُشرّفة المصنوعة عام 1978، من قبل السيد عبد الله محمد بن شمسان السادة، والتي سيتم عرضها في متحف الفن الإسلامي وتعد جزءًا من الكسوة التي تغطي الكعبة المشرفة، وهي إضافة قيّمة لمجموعة متحف الفن الإسلامي، مُوجهة الدعوة إلى الجميع للمُساهمة في إثراء مجموعات المتاحف القطرية من خلال تبرّعاتهم بالقطع الفنية والتراثية.
جائزة حمد للترجمة
شهدت نسخة عام 2020 من جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إقبالًا كبيرًا على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، حيث تجاوز عدد المُشاركات 300 مشاركة تمثل أفرادًا ومؤسسات معنية بالترجمة من 42 دولة عربية وأجنبية. بزيادة عن الدورة السابقة، التي تنافست فيها 234 مُشاركة، ما يدل على نجاح الجائزة في تحقيق رسالتها في التواصل الحضاري والمعرفي المستوى العالمي. ومن أبرز الدول التي شاركت في الجائزة لهذا العام: قطر،عُمان، الكويت، العراق، سوريا فلسطين، الأردن، لبنان، تونس، الجزائر، المغرب، النيجر، نيجيريا، السنغال، جنوب إفريقيا، تركيا، إيران، أفغانستان، باكستان، بنجلاديش، الهند، السويد، هولندا، بلجيكا، الدنمارك، كندا، الولايات المتحدة، بريطانيا، وكوريا الجنوبية. يُشار إلى أن اللجنة المنظمة للجائزة أعلنت خلال شهر ديسمبر عن الفائزين بدورتها السادسة خلال حفل افتراضي أقيم عبر الإنترنت.
جائزة كتارا للرواية العربية
كما سجّلت النسخة السادسة من جائزة كتارا للرواية العربية زيادة غير مسبوقة عن الدورات السابقة على مستوى الفئات والجغرافيا، حيث بلغت 2220 مُشاركة، وسجّلت عدد الروايات المنشورة المُشاركة في هذه الدورة 930 رواية نُشرت في العام 2019، وبلغ عدد الروايات غير المنشورة 1005 مشاركات، و75 مُشاركة في فئة الدراسات غير المنشورة، و195 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، إضافة إلى 15 رواية قطرية منشورة في الفئة الخامسة، وبلغت المُشاركة النسائية في الجائزة 552 مقابل 1668 مُشاركة للرجال. وقد قامت اللجنة المنظمة خلال شهر أكتوبر الماضي بتتويج الفائزين «عن بُعد»، تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
أدب الطفل
من جانبها استقبلت اللجنة المنظمة للدورة الثامنة من جائزة الدولة لأدب الطفل 632 عملًا، ارتقى من بينها 549 عملاً مستوفيًا للشروط وذلك بعد عملية الفرز، من بين تلك الأعمال: 277 عملًا في مجال القصة والرواية، 102 عمل في مجال الشعر، 138 عملًا في مجال النص المسرحي، 16 عملًا في مجال الدراسات الأدبية، 16عملًا في مجال أغاني الأطفال. وقامت وزارة الثقافة والرياضة بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل الموافق 20 نوفمبر بتنظيم حفل تتويج الفائزين، لتقديم الأعمال الفائزة كمُساهمة من الوزارة في دعم الطفل بغرس القيم وإعداده للمستقبل.
الدوحة للأفلام
وعلى الرغم من تداعيات جائحة كورونا التي أدت إلى توقف النشاط الثقافي والسينمائي على مستوى العالم، حرصت مؤسسة الدوحة للأفلام على استمرارية تقديم فعالياتها التي تخدم صناعة السينما المحلية والعربية، حيث أطلقت خلال شهر مارس النسخة الأولى لدورة قمرة الرقمية وذلك بعد قرار إلغاء مُلتقى قمرة بسبب فيروس كورونا وحرصًا على صحة وسلامة السكان المحليين والزوار من مُختلف أنحاء العالم. وفي نسخة مُدمجة من الفعاليات الواقعية والافتراضية، أقيم مهرجان أجيال السينمائي خلال الفترة من 18 وحتى 23 نوفمبر الماضي، والذي عرض من خلاله 80 فيلمًا من 46 دولة، تسرد قصصًا شائقة عن المجتمع والإرادة والتصميم، تظهر روح الشباب والتفاؤل. كما واصلت مُؤسسة الدوحة للأفلام تقديم برامجها التمويلية التي تدعم صنّاع السينما في قطر والعالم.
ليلة الأغنية
تحت شعار «محتار يا بلادي شهديلج» أقام مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة والرياضة، النسخة الثانية من «ليلة الأغنية القطرية»، حيث شارك في الاحتفالية فرق موسيقية من قطر وتركيا، بقيادة المايسترو الكويتي الدكتور أحمد حمدان، إلى جانب نخبة من نجوم الأغنية القطرية، وتهدف ليلة الأغنية القطرية التي تقام للعام الثاني على التوالي إلى دعم الأغنية القطرية، وتشجيع أركان الإبداع فيها مُلحنين وشعراء ومطربين وعازفين لتقديم أعمال فنية تليق بمسيرتها، علاوة على إمداد المكتبة الموسيقية القطرية بإنتاج فني جديد، وإطلاع الأجيال الجديدة على الإبداع القطري في الغناء القديم والحديث.
الكتابة الدرامية
أعلنت لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية التي تمنحها وزارة الثقافة والرياضة، خلال نوفمبر الماضي، الفائزين في فئات الجائزة الثلاث خلال حفل أقيم على مسرح قطر الوطني بمشاركة المُتأهلين للجائزة من البلدان العربية بتقنية الاتصال المرئي. وكان الحفل قد شهد معزوفات فنية لأعمال درامية عربية قدّمها فنانون من مركز شؤون الموسيقى أثرت مزيدًا من البهجة على أجواء الحفل في مسرح قطر الوطني. وشهدت الدورة الأولى للجائزة 819 مشاركًا في مجالات السيناريو التلفزيوني، والسيناريو السينمائي، والنص المسرحي، وقد تأهل عن كل فئة 5 مشاركين ليتوج فائز واحد في كل فئة من فئات الجائزة